ابتلاء الأخيار والعلماء بالسوقة والسفهاء !!! .. أنها سنة الله تعالى في ابتلاء عباده الأخيار بالمتمردين والأشرار ، ولهذا ابتلي الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بالمكذبين والغوغاء ، وفي الحديث : (( أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ))
ولهذا ابتلي صلى الله عليه وسلم بمن يتتبعه في كل خطوة ويكذبه ، كعمه أبي لهب ، وأبي جهل ، وأمية والوليد وعتبة وشيبة وغيرهم وبالرغم من أن الإيذاء هذا شديد ووقعه أليم إلا أن إيذاءهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوقف عند هذا الحد ، بل تعداه إلى الإيذاء المادي ، بل ومحاولات القتل والتصفية الجسدية !!
ولهذا فما يلاقيه الأخيار والعلماء من تسلط السوقة والدهماء ، وتتبعهم في كل ما يصدر عنهم ، والكذب والافتراء عليهم يخففه عنهم ما لاقاه سيد البشر وابتلي به من أمثال هؤلاء ، ويكفي هؤلاء من الشر أنهم في مرتبة أعداء الرسل ، من حيث الجور ، والكذب ، والبهتان ، والرغبة في التشويه ليس أكثر ، وإن تلبس كلامهم بلبوس آخر . ولهذا فإن أحدنا يقف متعجباً من تقصد بعض السفهاء لبعض العلماء ولا يتركون موضوعاً إلا ويغمزون في قناة هذا العالم ، ولا يوفر موضوعاً مهما كان للتلميح أو التصريح بهذا العالم ظناً منه هذا المسكين أنه يشين العالم بهذا والمسكين لا يشين إلا نفسه إن كان لا شين عنده إلا هذا ، والأنكى أن هذا العالم لا يعرفه ولا يشعر به ، فمثله كمثل الذبابة الحقيرة التي حطت على النخلة الكبيرة ، فهبطت وانصرفت والنخلة بها ما شعرت !! فمتى يكف السوقة والسفهاء عن تتبع وإيذاء العلماء ، والالتفات لطلب العلم واللجوء لرب السموات والأرض أن يرزقهم العلم والفهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله